في الصين القديمة، لم تكن البداية أمة واحدة، بل مستوطنات صغيرة بلغات ولهجات مختلفة، تربطها طرق، لكن لا يجمعها فضاء واحد. لم يكن الدين عاملًا موحدًا، فالصينيون آمنوا بآلهة متعددة، ولم يكن بينهم مفهوم “الرب الواحد”. بل كان هناك إله أعلى يُدعى “D”، يتجسد على الأرض في شخص الحاكم، الذي يُنظر إليه بوصفه امتدادًا للكون، لا مجرد قائد سياسي. فحين يحدث شيئ ما، يقوم هذا القائد او المعلم، بالتفكر وغيرها من الطقوس، ويأتي بالحل، مدعي بأنه فهم الطبيعه. رغم هذا التعدد، بدأت المجتمعات تتوحد، لا عبر العقيدة، بل عبر طقوس ومشاعر مشتركة، نشأت مع انتشار الكنفوشية، وتم التعامل معها بأنها نظام أخلاقي وسلوكي. فالصيني، مهما كانت لغته أو عاداته، بدأ يشارك في طقوس واحدة، ويشعر بانتماء إلى نمط حياة واحد، دون أن يُطلب منه التخلي عن لغته أو معتقده او حتى معلمه. الوحدة لم تكن عشوائية فهي نتاج سلوك. فالصيني لا يمنح الثقة بسهولة. المعلم، الذي يُنظر إليه أحيانًا كامتداد للسلطة الكونية، لا يُختار لكثرة علمه، بل يُراقب بدقة. يُمحّص سلوكه، وتُختبر طريقته في التعليم، ويُلاحظ من يختار لتلقّي تعاليمه. حتى لو علِم الكثير، لا يعلّم الجميع، بل يختار من يرى فيهم استعدادًا للانسجام مع الإيقاع العام. فإذا ثبت أنه يعيد التوازن، يُمنح الثقة، ويُنظر إليه كمن يحمل البركة، وهي ليست هبة سماوية، بل نتيجة مراقبة اجتماعية طويلة. الصينيون لا يرون الزمن خطًا مستقيمًا، بل دائرة تعيد كل شيء إلى أصله. وإذا اختل التوازن، تُنزع البركة من القائد، ويُستبدل، لأن الكون نفسه يطلب ذلك. ( البروفيسور اليكسي ماسلوف، محاضر في جامعه موسكو) المفهوم بالنسبه لي صعب الفهم. ولكن هل يستطيع الصيني التفرقه بين مفهوم المعلم لديه والنبي لدى الموحدين بالله؟ او بأنه يرى ان لكل بلد لديها معلمها الخاص حتى وان كان أهل البلد ينظرون بانه هذا دين وليس تعاليم وهذا نبي مرسل وليس معلم؟
Sign in to join the conversation